حددت أغلب
الجامعات تاريخ التاسع من شهر سبتمبر المقبل لانطلاق الإمتحانات
الإستدراكية لطلبة الجامعات ممن لم يسعفهم الحظ للإنتقال في الدورات
العادية، وما يميز هذا الموسم ارتفاع نسبة الرسوب في السنة لأولى والثانية
جامعي والتي حددت بـ 62 بالمائة.
وكشفت مصادر الشروق اليومي أن نسبة الرسوب في السنة الثالثة جامعي قدرت بـ46 بالمائة.
وقالت مصادرنا أن بعض الجامعات لم ترفع تقاريرها بشأن نسبة الرسوب
الأولية بعد الإمتحانات العادية، حيث تكشف النتائج الأولية المتعلقة
بالسنة الجامعية المنقضية أن نسبة رسوب طلبة أقسام السنة الأولى في العديد
من الجامعات مرتفعة، وجاءت أغلبها في كليات الآداب واللغات، حيث تراوحت ما بين 72 و75 بالمائة سيما في أقسام اللغة الإنجليزية والفرنسية وبدرجة أقل في الأدب العربي.
وتأتي إمتحانات الدورة الإستدراكية على وقع تسجيل نسبة رسوب
قياسية، خاصة بالنسبة لنظام (آل آم دي) الذي لاتزال معايير الانتقال فيه
غامضة، حيث لم يتمكن ما نسبته أكثر من 62 بالمائة من السنوات الأولى
والثانية من الحصول على الأرصدة الكافية للانتقال.
وما يعاب على هذا النظام أيضا أن الطلبة ممن لم يتمكنوا من اجتياز
الامتحانات في السداسيين وسجلوا كطلبة غائبين، يحالون مباشرة على الدورة
الإستدراكية، حيث لا تعترف الجامعات لا بالشهادات المرضية أو أي عذر آخر،
وهو ما ساهم في ارتفاع عدد المقبلين على إمتحانات الدورة الاستدراكية.
وأحصت أيضا كليات الحقوق ارتفاعا كبيرا، حيث أحصت كلية العلوم
الإدارية والقانونية ببن عكنون نحو 2000 طالب في السنة الأولى جامعي، وسجلت
نسب رسوب تتراوح ما بين 52 بالمائة و55 بالمائة في كليات العلوم، والشعب
التقنية في تخصصات علم المادة والأرض.
وسجلت أعلى نسب الرسوب في كليات الرياضيات والإعلام الآلي، على مستوى الجامعات عبر التراب الوطني.
وقال مصدر الشروق أن طلبة الجامعات أمامهم فرصة ثانية متمثلة في
الدورة الشاملة لأجل الانتقال إلى السنوات الموالية، أما بشأن دحرجة معدل
الإنتقال أو العمل بنظام الإنقاذ، قال مصدرنا أن العمل بهذا النظام لايزال
ساري المفعول.
من جهة أخرى، كشف عبد المالك رحماني لـ"الشروق" أن قضية الرسوب في
الجامعات هي عنوان عجز المنظومة التربوية سيما في السنوات الأولى والثانية
جامعي، وهي السنوات التي تسجل بها نسب رسوب تفوق 60 بالمائة.
وحمل منسق الكناس المنظومة التربوية، حيث عادة ما يصطدم تلاميذ
البكالوريا الناجحون بصعوبة التدريس سيما في اللغة الفرنسية، مؤكدا انه حتى
كليات الطب والصيدلة تعرف سنويا ارتفاع نسب الرسوب، وظاهرة الدورة الشاملة
أصبحت عادية بالنسبة للكثير من الطلبة، وأصبحنا كل موسم نسجل ناجحين بالدورة الشاملة وحتى بالإنقاذ، حتى أصبح الطلبة بأنفسهم يحتجون للمطالبة بالإنقاذ، وهي ظاهرة لا تحدث إلا في الجامعات الجزائرية.
وحمل محدثنا بذلك وزارة التربية الوطنية مسؤولية هذه النتائج، ما يعني أن نسبة كبيرة من الطلبة لا يحصلون معدل الانتقال في الدورة العادية وأغلبهم يؤجل الفصل في نجاحه في الدورة الاستدراكية.
وأكد
رحماني أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ونظرا لضعف بعض الجامعات
على قدرة الإستيعاب والتأطير الجامعي تسجل بها نسبا عالية في الرسوب،
فالأستاذ الذي لايزال يدرس 3000 طالب في المدرج لا يمكن له أن يشرح الدرس
حتى يستوعب الجميع.