لروح الهجومية التي جلبها حليلوزيتش للمنتخب وكذا
النتائج الطيبة التي حققها منذ قدومه جعلت لاعبي المنتخب يرفعون سقف
طموحهم إلى أعلى مستوى، إلى درجة أن العديد منهم- وبعد أكثر من عام على
هزيمة مراكش على يد المغرب (0-4)- باتوا يتمنون مواجهة أسود الأطلس من جديد
في مباراة حاسمة...
ألا وهي مباراة الدور الثالث من
تصفيات كأس إفريقيا 2013 المقررة شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين بصيغة
الذهاب والإياب، طالما أن هذه الفرضية ممكنة خلال عملية القرعة التي ستجرى
يوم 5 جويلية في جوهانسبورغ الجنوب إفريقية (إقصاء مصر في إفريقيا الوسطى
يوم 30 جوان سيجنب “الخضر” هذه الفرضية بما أنه يرفع المغاربة إلى التصنيف
الأول وليس السنغال كما ساد الاعتقاد). فاللاعبون مازالوا يتحدثون عن هذه
الهزيمة بكثير من التأثر والرباعية تحز في نفوسهم إلى اليوم، خاصة أن
أغلبهم- رغم مرور الأيام والأشهر- لم يجدوا سببا وجيها لسقوطهم الحر يومها.
يتحدثون عن هذه الفرضية منذ أيام حتى وهم في العطلة
وقد
علم كثير من اللاعبين بعد مباراة غامبيا والتأهل إلى الدور التصفوي الأخير
أن هناك احتمالا لمقابلة المنتخب المغربي المصنف في التصنيف الثاني، في
وقت يوجد “الخضر” في التصنيف الأول، وهو خبر لم يرعب اللاعبين بل بالعكس
أعطى لبعضهم الحماس للعب هذه المباراة شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين رغم كل
ما ستحمله- إن أوقعت القرعة المنتخبين طبعا- من ضغوط نفسية وشد عصبي. وقد
أعلمنا أحد اللاعبين أن زملاءه حتى وهم في عز العطلة تكلموا عن هذا الأمر،
وقال له أكثر من زميل أنه يتمنى مواجهة المغرب لتصحيح الصورة السيئة التي
ظهر بها “الخضر” يوم 4 جوان من العام الماضي في مراكش، حين خسروا بطريقة لم
يجد لها أحد تفسيرا، لاسيما أنهم بدؤوا المباراة بقوة وكانوا قادرين على
التسجيل في بدايتها.
7 % فقط هو احتمال مواجهة المغرب وحليلوزيتش لا يريده أن يحصل
وإذا
كانت الأسباب يعرفها بعض اللاعبين في أن تتكرر هذه الموقعة المغاربية،
والتي كانت سببا مباشرا في إقصائهم من التواجد في كأس إفريقيا 2012، فإن ما
لا يعرفه اللاعبون هو أن احتمال مواجهة كهذه ضيئل جدا لأن المغرب واحد من
بين 14 منتخبا مصنفا في الترتيب الثاني التي ستلاقي 14 منتخبا مصنفة في
الترتيب الأول، ما يعني أنه مجرد احتمال واحد على 14، أي بنسبة 7% مقابل 93
% لملاقاة منتخب آخر من القارة السمراء، علما أن هذه الفرضية (أي مواجهة
المغرب) لا يريدها حليلوزيتش ولا يتمناها، وقد سبق له أن صرّح بذلك بعد
مباراة غامبيا، عندما قال أنه يتمنى تفادي لقاء أسوط الأطلس وكذا منتخب
السنغال.
رغبتهم ليس لأن المغرب تراجع،
بل لأن ما حصل في مراكش لن يتكرر
وحسب
ما فهمناه، فإن اللاعبين لا يريدون مواجهة المنتخب المغربي لأنه تقهقر
كثيرا في المدة الأخيرة وفشل في كأس إفريقيا الأخيرة بخروجه المهين من
الدور الأول، وكذلك في بدايته في تصفيات كأس العالم 2014، وهو ما قد يجعل
البعض يتصور أنهم يريدون ملاقاته للإستثمار في وضعيته. لكن تفكير اللاعبين
ليس بهذه الطريقة، وإنما في كون المغاربة ذات ليلة في مراكش حققوا ما لا
يمكنهم تكراره في مباراة يلعبونها أمام الجزائر ولو لعبت 100 مرة، لأن
رفقاء زياني يومها مروا جانبا ويعرف اللاعبون جيدا أن المغاربة ومهما كان
مستقبلا الحظ إلى جانبهم، فلن ينجحوا- في حال ملاقاتهم “الخضر”- في تكرار
تلك المباراة التي أدوها.
يريدون الثأر لأنفسهم وإسعاد الشعب الجزائري الذي أحزنته الخسارة
ومن
الأسباب الأخرى التي جعلت اللاعبين يتمنون أن تسفر القرعة عن هذه المواجهة
هي عودة الثقة إليهم، إذ صاروا يلعبون داخل أو خارج الديار لأجل الانتصار،
ويكفي التأكيد أنهم سجلوا 18 هدفا في 8 مباريات لترجمة الفكر الهجومي
للمدرب الفرانكو - بونسي الذي نجح في تحرير اللاعبين وإعادة الثقة إليهم،
خاصة أنه- كما يعرف الجميع- عيّن بعد هزيمة المغرب الثقيلة وجاء بنية إصلاح
ما يمكن إصلاحه قبل أن ينجح في كل مبارياته، باستثناء لقاء مالي الذي كانت
له ظروفه ويبقى نقطة سوداء في مشواره. ويعرف رفقاء قادير أنهم سيكونون
أمام فرصة من ذهب- إذا أتيحت أمامهم- للثأر كرويا من الأشقاء وإسعاد الشعب
الجزائري، والذي نسي المنتخب كليا بعد تلك الهزيمة ولم يعد إلى الاهتمام
بأخباره سوى مؤخرا.
مع حليلوزيتش يعرفون أنه عليهم
أن لا يخافوا أحدا
ويعرف
اللاعبون جيدا أنه حتى وإن أسفرت القرعة عن مواجهة مغاربية، وحتى مع علمهم
أن هذا النوع من المباريات المحلية يلعب على جزئيات صغيرة، إلا أنهم يثقون
جدا في المنتخب بطبعة مدربهم “الكوتش وحيد”، فرغم تغيّر جزء كبير من
تركيبته في المدة الأخيرة، إلا أنه بثقافة الفوز وكذا الروح الهجومية التي
اكتسبوها صاروا لا يخافون ملاقاة أي منتخب في طريقهم، سواء منتخبات شمال
إفريقيا أو منتخبات بقية أجزاء القارة الأخرى، خاصة أنه من جهة أخرى مازالت
الطريقة التي انهزموا بها في بوركينافاسو أمام مالي- ثالث القارة-
والسذاجة التي لعبوا بها تثير غضب اللاعبين من أنفسهم، لأنهم يرون أنها
المباراة التي ما كانوا ليخسرونها، ويبقى الأكيد أن هذا الطموح يبقى مهما
في انتظار معرفة منافسنا يوم 5 جويلية المقبل.
--------------------
بتأكيـــــــــد مــــن الإعــــلام المغــــــــربي
الجزائـــر ستتفـــادى مواجهـــة المغـــرب وليــــس السنغـــال فــي حــال إقصــاء مصــر
كان
الاعتقاد سائدا أن المنتخب الوطني الجزائري في الدور التصفوي الثالث
والأخير المؤهل لكأس إفريقيا 2013 سيتفادى مواجهة السنغال وليس المغرب في
حال إقصاء منتخب مصر من الدور التصفوي الثاني من كأس إفريقيا 2013 في
مباراة إفريقيا الوسطى المتأخرة التي خسر مباراة ذهابها على أرضه بنتيجة
(2-3)، حيث أكد الإعلام المغربي العكس معتبرا أن أسود الأطلس هم من يملكون
الأسبقية على حساب السنغاليين وأنه في حال استبعاد مصر فسيكون ذلك في
صالحهم لأنه سيرفعهم في هذه الحال من التصنيف الثاني إلى الأول رفقة
الجزائر، الكاميرون، كوت ديفوار وغانا وغيرها وهو ما من شأنه بالتالي أن
يجنبهم مواجهة منتخبات القارة القوية في القرعة التي تقام يوم 5 جويلية
القادم في جوهانسبورغ.
المغرب له تصنيف السنغال بـ 4 نقاط ولكن الأفضلية له في “الكان” الأخيرة
وذكرت
يومية “المساء” المغربية أن المغرب ينتظر إقصاء مصر لتجنب كبار القارة
لأنه مصنف لدى “الكاف” بناءً على نتائجه في الدورات الثلاث الأخيرة لكأس
إفريقيا في التصنيف الثاني وتحديدا في المرتبة 16 رفقة منتخب السنغال (أول
14 منتخبا تأتي في التصنيف الأول)، ويملك كل منتخب 4 نقاط، ولكن بحسب
الصحيفة وكذلك مواقع أخرى على غرار “ماروك فوتبال” فإن المغرب هو الذي يحوز
على الأفضلية وفي حال إقصاء مصر سيكون هو من يعوضها في التصنيف الأول،
مستدلين على ذلك بنتائجه في كأس إفريقيا الأخيرة التي حقق فيها المغاربة 3
نقاط من خلال فوزهم على النيجر، في حين خرج السنغال صفر اليدين بخسارته في 3
مباريات لعبها.
إقصاء مصر في إفريقيا الوسطى يبقى واردا جدا
من
جانب آخر، تبدو مهمة منتخب مصر صعبة جدا في التأهل إلى “بانڤي” أمام
إفريقيا الوسطى ليس فقط لأنها مطالبة بالفوز بفارق هدفين على الأقل أمام
منتخب يحس اليوم بنفسه قريبا من أي وقت آخر من آخر دور مؤهل إلى كأس
إفريقيا، فضلا عن الظروف الصعبة التي تنتظرها هناك ولكن بسبب المشاكل التي
يعيشها المنتخب المصري في حد ذاته حيث يحضر وسط بعض الاضطرابات، فقد نقلت
وسائل إعلام محلية رفض المحترف محمد زيدان القدوم والمشاركة في المباراة
التي تلعب يوم 30 جوان وفضل الذهاب في عطلة مع صديقته على التفرغ للمنتخب
الذي يعيش وضعا غير مستقر لا يختلف عن ذلك الذي يعيشه البلد، الأمر الذي
جعل الكثير من النقاد يتوقعون إقصاء “الفراعنة” في “بانڤي”