ولد عباس يتهم الأطباء المضربين بالعمل لجهات خارجية
مرابط يدعو الوزير للعودة إلى صوابه أو اللجوء إلى القضاء
في
محاولته للخروج من المأزق الذي وضعه فيه الأطباء العامون وجراحو الأسنان
والصيادلة الذين شلوا أمس كافة المؤسسات الاستشفائية رفقة الأطباء
الأخصائيين، لجأ وزير الصحة "وكالعادة إلى التهديد والوعيد بإصدار تعليمات
كتابية لتحديد القائمة الاسمية للممارسين المضربين لكسر إضراب الثلاثة
أيام"، الذي عرف في يومه الأول نسبة مشاركة فاقت 72 بالمائة "بدل فتح
الحوار والنظر في مطالبهم"، والأخطر من ذلك- حسب النقابة الوصية -هي اتهام
الوزير لهم بأنهم يمارسون السياسة وأن أطرافا خارجية تحركهم.
شلت
أمس أغلبية المؤسسات الاستشفائية الصحية بكامل التراب الوطني، بعد إعلان
النقابة الوطنية للممارسين العامين في الصحة العمومية الدخول في إضراب أيام
7، 8 و9 ماي الذي عرف في بدايته استجابة قوية بنسبة قدرت على المستوى
الوطني، حسب رئيس النقابة مرابط الياس في اتصال هاتفي مع "الفجر" بـ 72
بالمائة، وعرفت أعلى مستوياتها بولاية الاغواط التي سجلت نسبة مشاركة فاقت
92 بالمائة، رغم "التهديدات والوعيد" الذي تلقته النقابة بعد تسليم الإشعار
بالإضراب للجهات الوصية، حيث نقل المتحدث "أن وزير الصحة وكعادته لجأ إلى
إصدار تعليمات كتابية لتحديد القائمة الاسمية للممارسين المضربين لتخويف
المضربين وتكسير الحركة الاحتجاجية".
وندد بذلك مرابط بتصرفات
الوزير الذي "لا يعتمد النقابات كشريك اجتماعي، رغم أن القانون ينص أنه في
حالات كهذه يجب عقد اجتماعات للصلح والنظر في مطالبهم"، قائلا "إن الأخطر
في القضية أن ولد عباس يتهم النقابة بأنها تمارس السياسة لتحقيق مصالح
أطراف خارجية".
وأوضح مرابط أنه يتجنب الرد عليه بنفس الأسلوب
"احتراما لسنه ومنصبه"، مكتفيا بالقول "إن كان الوزير يملك ملفا خاصا بهذه
الاتهامات فما عليه إلا اللجوء إلى العدالة لأن تصريحات ولد عباس جد
خطيرة".
وناشد ممثل أزيد من 10 آلاف طبيب عام وجراح أسنان وصيادلة
وزير الصحة جمال ولد عباس بالرجوع إلى جادة الصواب والتعامل مع النقابات
المعتمدة منذ 20 سنة والموجودة قبل تنصيبه على رأس الوزارة، مع النظر في
مطالبهم التي ليست وليدة اليوم، نافيا بذلك أن يكون هدفهم كسر التشريعات
التي ستقبل عليها الجزائر، والذي يؤكد" أنهم سيساهمون في العملية
الانتخابية يوم الخميس، من خلال ضمان خدمتهم بالمستشفيات في هذا اليوم رغم
أنه سيكون يوم عطلة لهم"
وأكد المتحدث على ضمان الحد الأدنى
بالمستشفيات طيلة أيام الإضراب، مع بذل كل جهودهم لتأطير امتحانات نهاية
السنة التي تشرع فيها المؤسسات التعليمية بالرغم من أنهم مضربون، وذلك
إحساسا منهم بالمسؤولية تجاه هذه الفئة وتجاه الوطن.