القانون الأساسي للسلك الديني يخضع المخالفين لعقوبات
غلام الله يلزم الأئمة بإحياء خمسينية الاستقلال طيلة شهر رمضان
ألزمت
وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الأئمة بتنفيذ برنامج مميز تحسبا لشهر
رمضان، يطغى عليه الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال ويتضمن إلقاء خطب
ودروس تتعلق بدور الأئمة في الحفاظ على الهوية والوحدة الوطنية، ودعت
مديريات الشؤون الدينية للسهر على احترام هذا البرنامج، مع تخصيص يوم
الجمعة الذي يسبق الذكرى لإلقاء خطب عبر كل المساجد تتناول موضوع
الاستقلال.
وعلى خلاف السنوات الماضية، سيلقى الاحتفال بالذكرى
الخمسين للاستقلال بظلاله على نشاط المساجد أثناء شهر رمضان، وسيتزامن
الاحتفال بهذه المناسبة مع تدعيم الجهود الرامية للمحافظة على المرجعية
الدينية الجزائرية، وهو الانشغال الكبير الذي ترفعه الهيئة الوصية، بسبب
سعي بعض الأطراف لتسريب مرجعيات ومذاهب غريبة ودخيلة على المجتمع الجزائري،
في وقت ما يزال يشتكي الأئمة بسبب سيطرة أتباع التيار السلفي على الكثير
من المساجد.
وتريد وزارة الشؤون الدينية، أن تجعل من هذه المناسبة
فرصة للتأكيد على أهمية التشبث بالمرجعية الوطنية التي كانت من بين أسباب
نيل الاستقلال، بالنظر إلى الدور الفعال الذي قامت به المساجد إلى جانب
الزوايا في تنوير الشعب وجعله يتمسك بدينه ولغته ووطنه رغم خضوعه لاستعمار
استيطاني دام أزيد من قرن، ويقول المستشار الإعلامي بالوزارة عدة فلاحي،
بأن تضحيات الأئمة استمرت إلى ما بعد الاستقلال، بفعل الضريبة التي دفعوها
نتيجة التصفيات الجسدية التي تعرض لها عدد منهم. وبحسب المصدر ذاته، فإن
جميع الأئمة ملزمون باحترام هذا البرنامج والعمل على تطبيقه، رغم أنه يصادف
شهر رمضان الذي عادة ما تحتل فيه المواضيع المتعلقة بالتكافل الاجتماعي
وصلة الرحم الصدارة ضمن الدروس والخطب التي يتلقاها المصلون، قائلا في
تصريح "للشروق" بأن القانون الأساسي للسلك الديني يحدد بالتفصيل مهام
الإمام، من بينها إحياء الأعياد الدينية والوطنية، من بينها عيد الاستقلال
باعتباره عيدا وطنيا، وأن مديريات الشؤون الدينية ستعمل على متابعة مدى
تنفيذ البرنامج الذي تم تسطيره، محملا الأئمة مسؤولية التهاون في تنفيذ
تعليمات الوزارة الوصية، التي سبق وأن أصدرت تعليمة تدعو الأئمة لحث
المواطنين على المشاركة في الانتخابات التشريعية تحت غطاء غرس روح
المواطنة، لكن دون تحويل المساجد إلى منابر إعلامية، وهو الإجراء الذي أثار
حفيظة الكثيرين بسبب تناقض مضمونه. وتنطلق بداية من اليوم من ولاية تيارت،
قوافل علمية تجوب عديد الولايات، ويتمحور الموضوع الأول حول ضوابط الفتوى
في عصر العولمة، وتجوب القوافل ولايات غربية وجنوبية وشرقية وصولا إلى
منطقة القبائل، حيث سيتم إبراز الدور الفعال الذي قامت به إبان الاستعمار،
كما سيتم التطرق إلى الفتاوى أثناء الوجود الاستعماري، في حين سيتم تخصيص
أواخر رمضان لجمع زكاة الفطر وتوزيعها على المحتاجين بعد إحصائهم بدقة،
فضلا عن برمجة دورة تكوينية بولاية قسنطينة تتعلق بالتأهيل الأسري تحت
شعار"البيوت السعيدة" بحجة استحالة اكتمال دور المساجد في غياب الدور
الإيجابي الذي ينبغي أن تقوم به الأسرة.