النقابات مُتهمة بحجز المرضى كرهائن
تأجيل آلاف العمليات الجراحية.. والإضراب يؤزم مأساة آلاف المرضى
في
الوقت الذي تتعنت فيه وزارة الصحة وتدير ظهرها لمطالب نقابات القطاع، وفي
الوقت الذي تُصر فيه هذه الأخيرة على مواصلة الإضراب، ولو على حساب المرضى،
تتأزم وضعية هؤلاء يوما بعد يوم.
وفي مقدمتهم مرضى السرطان لانعدام
العلاج بالأشعة، حيث زاد الإضراب من معاناتهم وسط مشاكلهم، وفي مقدمتها
تراجع وفرة الدواء ومخزونه بالمستشفيات.
كما تضرر آلاف المرضى ممن
ينتظرون إجراء عمليات جراحية، حيث تم تأجيلها بسبب الإضراب، سواء تعلق
الأمر بإضراب ممارسي الصحة العمومية أو الأطباء الأخصائيين، وأول المتضررين
هم أولئك المرضى القادمين من الجزائر العميقة للعلاج في المستشفيات
الجامعية.
وضع يجيب عنه الدكتور يوسفي رئيس نقابة الأطباء
الأخصائيين قائلا: "نحن ندرك معاناة المرضى، لكن لا بد أن يتفهموا بأن
المسؤول عن تأخر العلاج وإلغاء العمليات الجراحية هو وزير القطاع جمال ولد
عباس".
وعن حجز المرضى كرهائن في المستشفيات مُقابل تنفيذ مطالبهم،
يجيب الطبيب الياس مرابط قائلا: "لم نكن نريد أن نصل إلى هذا المنعرج، لقد
أصبح المرضى يتهموننا بالتقاعس في علاجهم.. لكن يجب أن تعلموا أن جل
المستشفيات لم يعد موجودا بها لا لقاحات ولا أدوية، ونحن أيضا مسؤولون
أمامهم، فأخطاء وزارة الصحة تدفعنا نحن لندفع الثمن في وجه المرضى، فكم من
طبيب اتهم بأن الأدوية سرقت، لكنها في الحقيقة غير موجودة".
وبالرغم
من شرعية مطالب نقابات الصحة، غير أن إصرارهم على مواصلة الإضراب سيضيف
وجعا وألما آخر لقطاع الصحة في الموضوع، يقول رئيس نقابة الأطباء
النفسانيين "أن الوضع الكارثي لقطاع الصحة لا بد من علاجه من هرم الوزارة
إلى القاعدة".
فحسب قول نقابات الصحة أن الوضعية المزرية للصحة
يتحملها الوزير ومحيطه مع اعترافهم بأنهم جزء من مشاكل هذا الوضع، لكن الذي
دفعهم إلى ذلك هو وزير القطاع جمال ولد عباس.
عفوا.. إن وزير الصحة لا يرد على مكالمات الصحفيين
من
جهتها، باشرت "الشروق اليومي" إجراء اتصالات مع مسؤولي وزارة الصحة بدءا
من رقم وزير الصحة الذي كان ، لكن الوزير لا يرد بالرغم من إرسالنا له
رسالة قصيرة نعلمه فيها بأننا صحفيون من الشروق.