عدد المساهمات : 162 تاريخ الميلاد : 02/09/1995 العمر : 28
موضوع: معنى الشهادتين الأحد يوليو 08, 2012 10:48 am
معنىالشهادتين
معنىشهادة أن لا إله إلا الله :
الاعتقاد والإقرار ، أنه لا يستحق العبادة إلا الله ، والتزام ذلك والعملبه ،
) فلا إله ) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائناً من كان
) إلا الله ) إثباتٌ لاستحقاق الله وحده للعبادة ،
ومعنىهذه الكلمة إجمالا : لا معبود بحقإلا الله
. وخبر [لا] يجب تقديره : [ بحق ] ولا يجوز تقديره بموجود ؛
لأن هذا خلافُ الواقع ، فالمعبودات غيرُ الله موجودة بكثرة ؛
فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة الله ،
وهذا من أبطل الباطل وهو مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض .
التفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين :
أن يُقال : ( لا معبود بحق إلا الله ) كما تقدم.
ومعنىشهادة أن محمدا رسول الله :
هو الاعتراف باطنا وظاهرا أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة ، والعمل
بمقتضى ذلك من طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ،
واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبدَ الله إلا بما شرع .
ثانيًا : أركانالشهادتين : أ – لا إله إلا الله :لها ركنان هما : النفي والإثبات: فالركن الأول :النفي :لاإله : يُبطل الشرك بجميع أنواعه ، ويُوجب الكفربكل ما يعبد من دون الله . والركن الثاني : الإثبات : إلا الله : يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله ،ويوجب العمل بذلك . وقد جاءمعنىهذينالركنين في كثير من الآيات ، مثل قوله تعالىفَمَنْ يَكْفُر بِالطّاغُوتِوَيُؤْمِنْ بِالله فقدِ اسْتَمْسكَ بِالعُروةِ الوُثقى ( . فقوله : ( من يكفر بالطاغوت ) هومعنىالركن الأول ( لا إله) (ويؤمن بالله ) هومعنىالركن الثاني(إلا الله) . --- ب – أركان شهادة أن محمدًا رسول الله : لها ركنان هما قولنا : عبده ورسوله ، وهما ينفيان الإفراطَ والتفريط في حقه; فهو عبده ورسوله ،وهو أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين ، ومعنىالعبد هنا : المملوك العابد ، أي : أنه بشرٌ مخلوق مما خلق منه البشر ؛ يجري عليه ما يجري عليهم ، كما قال تعالى : ( قُلْ إنَّما أنَا بشرٌمِّثْلُكُمْ ); الكهف : 110 وقد وقى العبودية حقها ، ومدحه الله بذلك ، ومعنىالرسول : المبعوث إلى الناس كافةبالدعوة إلى الله بشيرًا ونذيرًا .وفي الشهادة لـه بهاتين الصفتين : نفي للإفراط والتفريط في حقه ، فإن كثيرا ممن يدعي أنه من أمته أفرط في حقه، وغلا فيه ؛ حتى رفعه فوق مرتبة العبودية إلى مرتبة العبادة لـه من دون الله ؛ فاستغاث به من دون الله ، وطلب منه ما لايقدر عليه إلا الله ؛من قضاء الحاجات وتفريج الكربات . والبعض الآخر جحد رسالته أو فرط في متابعته ، واعتمد على الآراء والأقوالالمخالفة لما جاء به ؛ وتعسَّفَ في تأويل أخباره وأحكامه .
ثالثا : شروطالشهادتين : أ – شروط لا إله إلا الله : لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، هي :- الشرط الأول : العلم : أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته ،المنافي للجهل بذلك ، قال تعالى : ( إلاّ مَنْ شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُم يَعْلَمُونَ). [ الزخرف : 86 ] . أي ( شهِدَ ) بلا إله إلا الله ، ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم ،فلو نطق بها وهو لا يعلم معناها ، لم تنفعه ؛ لأنه لم يعتقد ماتدل عليه الشرط الثاني : اليقين : بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدل عليه ؛ فإن كان شاكاً بما تدل عليه لمتنفعه ، قال تعالى : ( إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ). الحجرات : 15 ] . فإن كان مرتابا كان منافقا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لقيتوراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة ) رواه البخاري. فمن لم يستيقن بها قلبه ، لم يستحق دخولالجنة . الشرط الثالث : القبول لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ؛ فمنقالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به ؛ كان من الذين قال الله فيهمإنَّهُمْ كانوا إذا قيل لهملا إله إلا الله يَسْتَكبِرُونَ وَيَقُولُون أئِنّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَالِشَاعِرٍ مَّجْنُون) وهذا كحال عباد القبور اليوم ؛ فإنهم يقولون : ( لا إله إلا الله)، ولا يتركون عبادة القبور ؛ فلا يكونون قابلين لمعنىلا إله إلا الله . الشرط الرابع : الانقياد لما دلت عليه ، قال الله تعالى : ومَنْ يُسْلِم وَجْهَهَ إلَى اللهِ وَهُوَمُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بالْعُرْوَةِ الوُثْقَى) . والعروة الوثقى : لا إله إلا الله ؛ ومعنىيسلم وجهه : أي ينقاد لله بالإخلاص له . الشرط الخامس : الصدق : وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه ، فإن قالها بلسانه ولم يصدق بهاقلبه ؛ كان منافقا كاذبًا ، قال تعالى: (ومِنَ النّاسِ مَنْ يَّقولُ آمنّا باللهِ وباليومِ الآخرِ وما همبِمُؤْمِنينَ ، يخادعون اللهَ والّذينَ آمنُوا.. إلى قوله ولهم عَذابٌأليمٌ بِمَا كانوا يَكْذِبونَ) . الشرط السادس : الإخلاص : وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك ؛ بأن لا يقصد بقولها طمعا من مطامعالدنيا ، ولا رياء ولا سمعة ؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال : ( فإن الله حرم علىالنار من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ) الشيخان الشرط السابع : المحبة لهذه الكلمة ، ولما تدل عليه ،ولأهلها العاملين بمقتضاها ، قال تعالى (ومِنَ النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أندادًا يُحِبُّونَهُمكَحُبِّ الله والّذينَ آمَنُوا أشدُّ حُبًّا لله) فأهل ( لا إله إلا الله ) يحبون الله حبا خالصا ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره ، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله . --- ب – وشروط شهادة أن محمدًا رسول الله ، هي :- 1 – الاعتراف برسالته ، واعتقادها باطنا في القلب . 2 – النطق بذلك ، والاعتراف به ظاهرًا باللسان . 3 – المتابعة له ؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق ، ويترك ما نهى عنه منالباطل . 4 – تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة . 5 – محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين . 6 – تقديم قوله على قول كل أحد ، والعمل بسنته .
رابعا : مقتضىالشهادتين : مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفي وهو قولنا : ( لا إله ) . وعبادة الله وحده لا شريك له ، المدلول عليه بالإثبات ، وهو قولنا ( إلاالله ) ، فكثير ممن يقولها يخالف مقتضاها