السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله وأختي في الله :
ما اسمك عند رب العالمين ؟
من أنت ؟!!
هل أنت فلان الكذاب ، أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ، أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ، أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!
أجبني ـ أخي ـ أختي الآن ، قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى
السرائر ، يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .
ما هي وظيفتك عند الله ؟!!
إن أكثرنا يعمل لحساب نفسه ، ونسي الله الذي خلقه ، ما هي وظيفتك في خدام
الله ؟! إن قلت لي : لا شيء . فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ، فإن لم يكن لك وظيفة
عند ربك فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ، فإنما قيمة
العبد عند الله حين يعظم العبد الله ، فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله
في قلبك فأبدًا لا تطيق ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .
أخي الحبيب .. اختي الحبيبة
لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ، لا تقل : كنت وكان وسوف ، فإنها
حبائل الشيطان ، بل سل نفسك بصدق وفي الحال : من أنا عند الله ؟!
فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟! فإن تسرب إليك هاتف من
يأس فذكرها بالله الرحيم ، فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ،
فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ، وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من
الله ما لم يكونوا يحتسبون .
وإن كنت على خير فإياك أولا أن تغتر أو تعجب ، بل سل نفسك حينئذٍ : أين شكر
النعم ؟! وهل ما أنا فيه استدراج ؟ ومدار النجاة في أن تكون دائمًا في
زيادة ، فإن كنت في نقصان فهنا البلية الكبرى ، لأنَّ الموت قد يفجأك على
هذه الحالة ، ومازلت أنت تذكر ليلة قمتها ، ويوم بعيد صمته ، وتركن على
أعمال هزيلة لا تغني عنك من الله شيئًا ، فما عساك تصنع حينها ؟
قال ابن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة
، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبته ، ومن زرع شرا
فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك
حريص ما لم يقدر له .
أخي .. أختي
أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ، والعمل كثير ، فإلى متى
النكوص والفتور والتواني والكسل ، إلى متى هجران الطاعات ؟ وترك المندوبات ؟
بل قل : ترك الواجبات ، وآكد الفرائض المحتمات ، واستمراء المعاصي
والسيئات ، والاجتراء على الوقوع في المهلكات .
إلى متى ؟! إلى متى ؟
لا تنسوا ذكر الله