بعد عزوف الكثير عن تحمل مسؤولية قيادة النادي، ورفض الوالي التدخل قصد
إيجاد حل يضمن له مواصلة مسيرته ضمن أندية القسم الثاني. ونتيجة لهذه
المعطيات دخل الفريق في دوامة يصعب الخروج منها بسبب الانسداد التام الذي
عرفه النادي مؤخرا، فيما يخص الأمور الإدارية خاصة أن الانتهاء من تسويتها
سيسمح بالشروع في الشق الفني للفريق، وما يشمله من الشروع في الانتدابات
وتحديد قائمة اللاعبين المسرحين وتعيين الجهاز الفني، قصد قيادة المجموعة
في بطولة القسم الثاني التي عاود المولودية حنينه إليها، وكأن الفريق لن
يرضي بمفارقتها لأكثر من موسم واحد، وهي الحقيقة التي وقف عليها الجميع في
المواسم الماضية، حيث كان الفريق يصعد بامتياز ليسقط في نهاية الموالي
"بامتياز" كذلك.
كرونولوجيا الدوامة الحالية
1: استقالة الخالدي لغياب الدعم اللازم
وكان
الرئيس الخالدي قد اعترف في وقت سابق بعجزه عن مواصلة قيادته للفريق بفعل
الأزمة المالية الحالية، خاصة أنه على حد قوله طرق جميع الأبواب على أمل
إيجاد مخرج للوضعية الحالية للفريق خاصة من الجانب المالي، إلا أن جميعها
كانت موصدة في وجه الفريق مقارنة بالمساعدات التي تتلقاها الفرق الأخرى،
نتيجة التفاف الجميع حولها على اختلاف مستوياتها، فالفريق حرم من مختلف صيغ
الدعم التحفيزات وكأنه لم يمثل ولاية بأكملها. فالرئيس وإن كنت استقالته
آلية نتيجة نهاية العهدة الأولمبية، إلا أنها كانت مقررة مسبقا نتيجة
الأسباب التي ذكرت سالفا، ولهذا فالخالدي يرى أن الخطوة الحالية للمكتب
المسير لا تعتبر مساومة في حق الفريق، ولكنها خطوة فرضتها الظروف الحالية
التي يمر بها النادي، الذي كان يسير بمساهمات رئيس الفريق في غالب الأحيان
وبعض الأموال القليلة من بعض المسيرين، وأضاف: "مع تواصل المعاناة والفترة
الحرجة إرتاينا الانسحاب لتوضيح الرؤية لا للتهرب من المسؤولية التي
تحملناها طويلا رغم معاناتنا المستمرة".
2: حل خلية الأزمة بعد تقزيم دورها
ولم
تنتظر خلية الأزمة طويلا لتقدم على حل هيكلها الذي استحدث خصيصا للتكفل
بتبليغ انشغال أعضاء الجمعية العامة للمشرف الأول على الولاية، فبعد أسبوع
منذ تنصيبها لم يكتب لها مقابلة الوالي لأسباب عدة أوجدتها مصالح الولاية
وديوان الوالي. فبعد أن كان أول لقاء مبرمجا يوم الأحد الماضي تم تأجيله
لليوم الموالي ليتم تأجيله مرة أخرى، وحتى نواب المجلس الشعبي لم يتمكنوا
من مقابلته رغم تحديدهم لموعد سابق معه، رغم أن مهام خلية الأزمة تتلخص في
إيجاد السبل الكفيلة بالخروج من الدوامة التي يتخبط فيها الفريق، وعليه
تبخرت آمال الأنصار في رؤية فريقهم يستجمع قواه، للنهوض مجددا قصد تفادي
سقوطه إلى قسم الهواة.
3: حل لجنة الأنصار كان تحصيل حاصل
وتوازيا
مع حل خلية الأزمة، دعا رئيس لجنة الأنصار مسعادي أعضاء جمعيته لعقد جمعية
عامة استثنائية، الهدف منها حل لجنة الأنصار بعدما اقتنع الجميع بعدم
جدواها في ظل الوضعية الخطيرة التي يتواجد عليها النادي، واللامبالاة التي
يلقاها من السلطات المحلية خاصة الولائية منها حسب أعضاء اللجنة. وأوضح
مسعادي أنه سيضع الجميع أمام الأمر الواقع خاصة أن المجال مفتوح على جميع
الاحتمالات، ولا يريد تحمل مسؤولية ما قد يحدث مستقبلا. يذكر أن رئيس لجنة
الأنصار اختارته الجمعية العامة للنادي كعضو في خلية الأزمة، التي استحدثت
مؤخرا والتي ستحل اليوم خلال أشغال الجمعية العامة للفريق.
اللاعبون في دوامة ويجهلون مصيرهم
وفي
ظلّ الظروف الراهنة التي تمرّ بها المولودية فقد ازداد قلق اللاعبين على
مصيرهم، لكن إدارة النادي وعلى رأسها الرئيس الخالدي طمأنت جميع اللاعبين
بتسوية مستحقاتهم العالقة بالموسم المنقضي، مؤكدا في ذات السياق التزام
اللاعبين بالصبر والتريث، وأن الإدارة تسعى جاهدة لحلّ كل المشاكل
والعراقيل في أقرب الآجال، حتى يتسنى لها التحضير الجيد للموسم القادم بما
في ذلك دراسة كلّ ما يتعلق بتجديد اللاعبين لعقودهم ودراسة مستقبل العارضة
الفنية.
الفرج سيأتي ولكن متى؟
وكنتيجة
لهذه المستجدات يطالب الكثير من الفاعلين في الجمعية العامة، بتوجيه نداء
عاجل لأصحاب المال والأعمال بالولاية قصد مساعدة الفريق بعدما سدت جميع
الأبواب في وجهه، وهو النداء الذي يتمنى الجميع أن يجد صداه خاصة أن الوقت
يمر وليس في صالح الفريق، المقبل على تحديات كبيرة على جميع الأصعدة
الإدارية والفنية، بحكم التأخر الكبير الذي ميز انطلاقته للتحضير لبطولة
هذا الموسم. ومن جهة أخرى علمنا أن الإدارة الحالية ستوجه دعوات رسمية
للعديد من المساهمين، الذين دعموا الفريق خلال فترات متقطعة من أجل
الانضمام إلى المكتب المسير بالكيفية التي يرونها مناسبة، فالفرج مثلما
يؤكد الجميع آت ولكن تساؤل الجميع عن الوقت الذي سيتحقق فيه ذلك، حيث لا
يمكن للإمكانيات وحدها أن تحقق الأهداف المرجوة في غياب لاعبين ورحيل آخرين
وانعدام العصافير النادرة، التي بإمكانها مساعدة الفريق بعدما يتم خطفها
من الأندية الأخرى.
الفريق أكبر من أن تداس ألوانه
ويرى
الأنصار أن سقوط الفريق وإن كانت بوادره قد تجلت في بداية مرحلة العودة،
إلا أن الطريقة المهينة التي صار يتلقى بها النادي أهدافا ويسير رويدا نحو
القسم الثاني قد أثرت في نفسية الأنصار، وجعلت المناصر البسيط يذرف دموع
اليأس على فريق صنع المجد في الماضي القريب، وتأججت حالته مؤخرا بين الضعف
والهوان. ويؤكد الأنصار أن مباراة شبيبة القبائل الأخيرة بالرغم من صعوبة
المأمورية التي كانت تنتظر رفاق كيال فيها، إلا أن الطريقة التي سير بها
المدرب واللاعبين المباراة تفرض تدخل الإدارة على الأقل وهو مطلب مشروع
قصد محاسبة اللاعبين على لعبهم دون روح ورغبة في الفوز، وكأن المباراة
تحصيل حاصل لا أكثر ولا أقل وهي أمور ساهمت بشكل مباشر في تلقي الهزيمة
برباعية وترسيم السقوط، وبالتالي فقدان أي أمل للنجاة. إضافة للمشاكل
العديدة التي تعيشها المولودية إداريا وفنيا وماليا عكس الموسم الماضي، حين
كان الأنصار يعيشون على وقع انجازات الفريق التي تركت الأثر العميق هذا
الموسم في نفسيتهم، لتوالي تعثرات نفس النادي وانتكاساته.
----------------------------------
بوهدة: "أتمنى تجاوز المرحلة الحالية والفريق قادر على العودة للقسم الأول"
بداية ما مصير بوهدة مع المولودية؟
-بغض
النظر عن سقوط الفريق فلا أرى أشياء كبيرة تغيرت تدفعني للتفكير في مصيري
الموسم المقبل، فأول شيء سيبقي بوهدة مع الصادة في الموسم المقبل هو عقدي
مع الإدارة الذي يمتد إلى جوان 2013، ومقتنع تماما بهذا الاختيار ورغم سقوط
الفريق إلا أنني سأواصل عملي بكل جدية لأني لم أشترط ضرورة اللعب في القسم
الأول، وبعد الراحة الصيفية سأستأنف التدريبات لأكون جاهزا في الموسم
المقبل بحول الله، إلا إذا أراد المسيرون عكس ذلك. وليعلم الجميع أن بوهدة
جاء لسعيدة لأسباب خاصة وسقوط الفريق أثر في نفسيتي كثيرا، ولهذا فمن واجبي
أن أقدم أقصى ما أملك لهذا الفريق كما أن التزاماتي مع الإدارة تفرض علي
ذلك.
علمنا أنك في اتصالات متقدمة مع النصرية؟
لا
أنكر انه خلال الأسبوع الماضي اتصل بي بعض المقربين من فريق النصرية، قصد
الانضمام إلى فريقهم الموسم المقبل، وكنت صريحا معهم إلى أقصى درجة حيث
أبلغتهم بأني مرتبط مع المولودية إلى غاية جوان 2013، فالنصرية فريق سينشط
في القسم الثاني شأنه في ذلك شأن المولودية والأولوية أمنحها لسعيدة لظروف
خاصة بي. كما أن بعض المناجرة عرضوا على اللعب لفريق من القسم الأول، إلا
أنني لا أريد الدخول في صراعات مع الإدارة السعيدية خاصة أني اعتدت على
أجواء الفريق، وكسبت محبة العديد من الأنصار زيادة على رغبة المسيرين في
العودة بالفريق بأسرع وقت ممكن إلى القسم الأول إن سارت الأمور كما يجب.
كيف تقييم أداءك في الموسم الماضي؟
بالرغم
من أنني لم أشارك كثيرا مقارنة بزميلي كيال، إلا أنني كنت في الموعد كلما
احتاجني الفريق، ويبقى الحكم للأنصار وأظن أن العودة للماضي لا تفيد الفريق
في شيء، وتبادل الاتهامات يضر أكثر مما ينفع، ومن الأفضل لنا أن نشرع في
التحضير للموسم المقبل، وهو الأمر الذي يبدأ من الآن حيث أن أمر السقوط
وارد في كرة القدم، ولذا يجب التعلم من أخطائنا السابقة نحن كلاعبين والأمر
نفسه بالنسبة للمسيرين وحتى الأنصار، حيث أن كل هذه العوامل تساهم في سقوط
الفريق وصعوده، فالأنصار يحفزون اللاعب على تقديم المزيد والنتائج الجيدة
تحفز الأنصار على التواجد بقوة لمؤازرة الفريق.
هل تظن أن الفريق قادر على العودة في الموسم المقبل؟
بطبيعة
الحال، فالإمكانيات التي يملكها النادي والمنشآت القاعدية التي يتوفر
عليها تساعده على رد الاعتبار لنفسه سريعا، شريطة توفر الدعم اللازم من
ناحية الأموال والظروف الجيدة، التي يجب أن تتوفر على مدار الموسم، وهذا
يتوقف على حسب رغبة مسيري الفريق والسلطات المحلية، إذا رغبوا في العودة
سريعا إلى القسم الممتاز، خاصة أن نفس الإدارة نجحت في ذلك الموسم الماضي
الذي شهد صعود فريق واحد إلى القسم الأول، لكن وضع هدف الصعود واللعب على
العودة بالفريق إلى مصاف الكبار يتطلب العديد من الرهانات، مثل الشروع
المبكر في التخطيط للموسم المقبل، وضرورة توفر الإمكانيات المادية وانتداب
لاعبين قادرين على تحدي الضغط، خاصة أن أجواء القسم الثاني تختلف عن أجواء
القسم الأول في العديد من المعطيات. كما أن العودة السريعة إلى القسم الأول
تتطلب التحضير المبكر واستقدام لاعبين ذوي خبرة، يمكن الاعتماد عليهم في
الصعود إلى القسم الأعلى، مع ضرورة تفادي الأخطاء السابقة التي رهنت مصير
الفريق في البقاء ضمن أندية الدرجة الأولى، فالسقوط يمكن اعتباره درسا لا
يجب نسيانه إذ على الجميع التعلم من أخطاء هذا الموسم الذي كان فاشلا على
جميع الأصعدة والنتيجة النهائية توضح كل شيء.
هل من شيء تود أن تضيفه؟
مولودية
سعيدة فريق كبير ويملك جمهورا من ذهب ولا يستحقّ البقاء في الرابطة
الثانية المحترفة، ومكانته الحقيقية في الرابطة الأولى، وأتمنى أن تنتهي
هذه المشاكل الإدارية بسرعة ويعود الاستقرار للفريق، قصد الشروع في الأمور
الفنية من انتداب لاعبين وتعيين مدرب يقود الفريق الموسم المقبل. وبالنسبة
لي أنا في خدمة المولودية مادمت ضمن تعدادها، كما أتمنى من الجميع الالتفاف
حول الفريق ووضع مصلحته فوق كلّ اعتبار، لأن المولودية سيأتي يوم وتعود
إلى مصاف الكبار، وحسب علمي فالرجال الذين قابلتهم في سعيدة وتعاملت معهم
قادرون على رفع التحدي، شريطة أن يجدوا المساندة الضرورية من الجميع.