صَعَدَ نجم لاعب مانشستر سيتي ديفيد سيلفا ليكون أحد قادة اللعب الجميل والفعّال في منتخب الـ"ماتدور" المُتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة أمم أوروبا المُقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا.
استحق سيلفا المولود من أم يابانية، أن يُطلق عليه لقب محرك الفريق في المباريات الأربع التي خاضها منتخب "لا فوريا روخا" حتى الآن، فهو مرر ثلاث كرات حاسمة لزملائه وسجل هدفاً من أربعة في مرمى ايرلندا.
وتبدو على محيا اللاعب البالغ من العمر (26 عاماً) الطاقة المتجددة والحيوية، وعلى غرار ما كانت تُقدم حاملة اللقب الأوروبي نجماً خارقاً يُلهم الفريق ويقوده، في بطولتي أمم أوربا والعالم (توريس وفيا). قدّمت إسبانيا في هذه البطولة لاعب مانشستر سيتي المتوّج بأول بطولة دوري له، وقد استطاع سيلفا أن ينقل هوية البطل الجماعية في فريقه إلى طابعه الشخصي وأدائه الذكي والانسيابي.
وحين كان يُقال إن إسبانيا لا تملك ميسي، وميسي ليس لديه تشافي وإنييستا دولياً، جاءت الثقة والدفع المعنوي الكبير من مدرب المنتخب فيسنتي ديل بوسكي الذي كان أول المشيدين باللاعب حين قال عنه "إنه كميسي في المنتخب".
وهذا التشبيه لم يقله المدرب المخضرم لرفع المعنويات فقط، إذ إن ما يفعله سيلفا في المنتخب هذه الأيام يقارب إلى حد ما، ما يقوم بفعله النجم الأرجنتيني في برشلونة.
ومدح ديل بوسكي رهانه الجديد بالقول: "إنه (سيلفا) من أفضل اللاعبين في الفريق. أكن له تقديراً هائلاً، رغم عدم تواجده بالشكل المطلوب في مونديال 2010".
وابتعد سيلفا عن "لا روخا" في كأس العالم 2010 منذ المباراة الأولى أمام سويسرا، حيث خرج في الدقيقة 62 من المباراة ولعب مكانه خيسوس نافاس، وحتى نهاية البطولة، لم يشارك نجم سيتي إلا آخر أربع دقائق في مباراة المنتخب أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي.
وفي يورو 2012، أدهش سيلفا العالم بمراوغاته الذكية، وانسياب اختراقاته لدفاعات المنافسين، وفضلاً عن ذلك أظهر اللاعب الملقب بـ"السنجاب" صفات القائد التي يمتلكها، وذلك في المباراة التي عانى بها أبطال العالم أمام كرواتيا وتعرضوا للحرج أمام أنصارهم، فما كان من ديفيد إلا أن وضع على أكتافه حمل التأهل وقاد منتخب بلاده إلى مكانه الطبيعي.
وقال إنييستا عن زميله في المنتخب "أقول دائماً، ومنذ فترة طويلة للغاية، إنه من أفضل اللاعبين في العالم وأتمنى وأتوقع أن يواصل عروضه القوية في يورو".
امتلك سيلفا صفات القائد، وما أكثرهم في خط الوسط أولئك اللاعبون القادة في تشكيل أبطال العالم، وليس هذا الفنان إلا واحداً من الجيل الذهبي للمنتخب الذي لا يزال يتسيّد العالم بالكرة الجميلة.
وعلى الرغم من تتويجه ببطولتي أوروبا والعالم في المنتخب، إلا أن يورو 2012 تعتبر حدثاً خاصاً للاعب فالنسيا السابق إذ على مايبدو أنها ستكون بطولته.